العقل السنني | التفكير وفق قوانين الحياة
| عدد الصفحات: 169 |
في كتابي «العقل السنني»، أقدّم استكشافًا فكريًا عميقًا للقوانين الإلهية والكونية—التي أشير إليها بالسُّنَن—التي تحكم كل جوانب الوجود. هذا الكتاب دعوة لتطوير مستوى أعلى من الوعي، يقوم على فهم كيفية سير العالم، ماديًا وأخلاقيًا، وفق أنماط ثابتة ومتسقة وضعها الخالق سبحانه وتعالى.
أبدأ بتوضيح الطبيعة الجوهرية لكل الأشياء: النار تحرق، والماء يروي العطش، والحديد صلب ويتمدد بالحرارة، والإنسان بطبعه بحاجة إلى الغذاء. هذه الصفات، إلى جانب صفات أخرى مثل المرونة، والتوصيل، والكثافة، أو الشفافية، تساهم فيما أسميه منطق الأشياء—إطار عقلاني من خلاله نفهم ترابط الأسباب والنتائج، الأفعال وردود الأفعال، السلوكيات وعواقبها.
في صميم الكتاب فكرة محورية: أن الكون يتحدث لغة واضحة—لغة القوانين—وأن النجاح في الحياة، على الصعيد الفردي والجماعي، يعتمد على قدرتنا على فهم هذه السنن والانسجام معها. هذه السنن ثابتة، وعادلة، ومتسقة، كما بيّن القرآن الكريم في العديد من الآيات. فهي لا تنحني أمام الرغبات الشخصية أو الضغوط الاجتماعية، وغياب المعرفة بها يؤدي حتمًا إلى الفشل والارتباك.
أقدّم أيضًا مفهوم العقل السنني—وهو أسلوب تفكير يقوم على دراية عميقة بالقوانين الإلهية والكونية. امتلاك هذا العقل يعني التفكير النقدي، وفهم الأسباب، وتجنّب ردود الأفعال المتسرعة أو العاطفية، وتطوير المرونة الفكرية اللازمة للتكيف، والمراجعة، والنمو.
يتكون الكتاب من جزأين:
-
الجزء الأول: أسس العقل السنني – استكشاف المبادئ التي تشكّل قاعدة هذا النمط من التفكير.
-
الجزء الثاني: خزانة السنن – مناقشة مجموعة مختارة من القوانين التي تشكّل مختلف جوانب الحياة، بهدف إثراء وعي القارئ وفهمه العملي.
إن كتاب «العقل السنني» عمل رائد يدعوكم، أيها القراء الأعزاء، للتفكير بما يتجاوز العواطف والاتجاهات، والانخراط مع العالم من خلال عدسة الحكمة الإلهية الخالدة. إنه ليس مجرد أساس فلسفي، بل دليل عملي لمن يسعى للوضوح والفهم في عالم تسوده التغيرات والتعقيدات والتناقضات.