العدل قوام الوجود الإنساني

في الجزء الثامن من سلسلتي «القيم الكبرى»، أتناول أحد المبادئ الأساسية التي تقوم عليها الحضارة الإنسانية: العدالة. أستعرض بوضوح وعمق الدور الذي لا غنى عنه للعدالة في إقامة التناغم الاجتماعي وضمان سلامة العلاقات الإنسانية على جميع المستويات.

في عصر يتسم بالابتكار السريع، واتساع الفجوات الاجتماعية، والإفراط المادي، وتعقيد القيم الأخلاقية، أقدّم حججًا قوية ترى العدالة كأساس أخلاقي وعملي للحياة الجماعية. ومع تقديري للوعي المتزايد بالأخلاق والإيمان والحقوق في زماننا، أؤكد أن التقدم الحقيقي لا يتحقق دون التزام متجدد بالإنصاف والحق.

هذا الكتاب يتجاوز النقاش النظري؛ إنه دعوة للعمل—أحث الأفراد والمؤسسات والمجتمعات على وضع العدالة في صميم مساعيهم. أؤكد أن دون العدالة، فإن كل أشكال التعاون مصيرها الانهيار تحت وطأة الظلم والخلاف. فالعدالة، كما أرى، ليست رفاهية، بل ضرورة لاستدامة الحياة الإنسانية.

إن كتابي «العدل: قوام الوجود الإنساني» مساهمة فكرية ملهمة وفي وقتها المناسب، توقظ الضمائر وتحث القراء على السعي لتحقيق العدالة كفضيلة شخصية وواجب جماعي.