مدرسة الوعي الحضاري "الوِجهة، الاهتمامات، الطروحات"
| عدد الصفحات: 174 |
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فطر الله الإنسان على حبّ الخير بكل معانيه المادية والمعنوية، والإيمان هو الجسر الذي يربط بين الماضي والمستقبل، ويهدي البشرية إلى الحلول التي تضمن لها السعادة والطمأنينة. وقد وضع القرآن الكريم، ومعه السنة النبوية، الأسس الكبرى لمدرسة الوعي الحضاري، التي تهدف إلى إصلاح الإنسان وبيئته في ضوء تعاليم الإسلام.
أبناء هذه المدرسة ينتمون إلى عصور وأماكن مختلفة، لكن ما جمعهم هو سعيهم إلى ارتقاء الإنسان المسلم، وتشخيص مشكلات الأمة ومعالجتها بروح إسلامية أصيلة، دون انتماء لقومية أو تيار محدد. والاستشهاد بأحدهم لا يعني تبني جميع آرائه، فالتنوع في إطار الوحدة هو سمة هذه المدرسة.
الحديث عن ملامح مدرسة الوعي الحضاري يسهم في توحيد جهود المفكرين المسلمين تحت إطار فكري جامع، بدلاً من تشتت الجهود، وهو ما نأمل أن يعيد للأمة وعيها بمصادر نهضتها.
وما قدمته هنا جهدٌ اجتهاديّ يهدف إلى إبراز ملامح هذه المدرسة واتجاهها العام، والله الموفق وعليه قصد السبيل.